"يعّرض الإيمان بنظريات المؤامرة أصحابه ذاتهم أيضًا للخطر"

  • Bundesregierung ⏐ Startseite
  • Schwerpunkte

  • Themen   

  • Bundeskanzler

  • Bundesregierung

  • Aktuelles

  • Mediathek

  • Service

حوار "يعّرض الإيمان بنظريات المؤامرة أصحابه ذاتهم أيضًا للخطر"

تلاقي نظريات المؤامرة إقبالاً واسعًا خلال جائحة كورونا، وتكسبها الرقمنة تأثيرًا أشد قوة. هذا ما أشار إليه الدكتور/ ميشائيل بلومه، عضو لجنة الحكومة الاتحادية والولايات لمكافحة معاداة السامية، حيث تناول في إطار الحوار المجرى معه الأمور التي يتعين علينا كمجتمع القيام بها لمواجهة تلك الظاهرة، وشرح كيف يعرّض مؤيدو نظريات المؤامرة أنفسهم أيضًا للخطر.

3 Min. Lesedauer

حوار مع الدكتور/ ميشائيل بلومه

ميشائيل بلومه عضو لجنة الحكومة الاتحادية والولايات لمكافحة معاداة السامية.

Foto: die arge lola / Kai Loges + Andreas Langen

سيد/ بلومه، لماذا يؤمن البعض بنظريات المؤامرة؟ 

ميشائيل بلومه: هناك دائمًا أشخاص يؤمنون بوجود قوى شر تسيطر على العالم. تاريخيًا، كانت تلك الأساطير تتسم غالبًا بكره النساء ومعاداة السامية. تلاقي تلك الروايات التي تسيطر عليها فكرة المؤامرة رواجًا شديدًا في أوقات الأزمات. يرتبط هذا بظاهرة نفسية معينة، فباستطاعتنا التفاعل مع الأزمات عن طريق اللجوء إلى الحقائق العلمية وارتضاء ما يتبقى من قلق وشعور بعدم الأمان، أو يمكننا اختيار الطريق المفترض كونه أسهل ومحاولة إلقاء اللوم على المتآمرين الأشرار. تقوي الرقمنة تلك الظاهرة حيث تنتشر الأساطير في العالم بشكل أسرع بكثير. لذا، نلاحظ الآن أن الاعتقاد في وجود مؤامرة يهودية عالمية - تدور حول سياسي أمريكي - يستطيع جذب ملايين المؤيدين أيضًا في ألمانيا وفرنسا وتركيا والبرازيل. 

ما خطورة نظريات المؤامرة؟ 

بلومه: إن الإيمان بالمؤامرة لا يهدد الآخرين فحسب، بل يهدد أتباعه ذاتهم في نهاية المطاف أيضًا. فهم يفقدون الثقة في الأطباء والاستعداد لتلقي التطعيم أو تقبل التدابير الوقائية السديدة مثل ارتداء الأقنعة والكمامات. وفي أثناء الجائحة لا يؤدي هذا الأمر إلى تقليص حجم المشاكل، بل يجعلها أكبر. فالإيمان بالمؤامرة يعني أن المرء لا يرى نفسه كجزء من الحل، بل يحاول بدلاً من ذلك إلقاء اللوم عن كل ما يسير بشكل غير صحيح على المتآمرين.

ما الذي يمكن القيام به للمواجهة الفكر التآمري؟

بلومه: في وقتنا هذا يستطيع المرء استيعاب الأفكار التآمرية تقريبًا بين ليلة وضحاها عن طريق الإنترنت، ولكن الأمر يستغرق بعض الوقت حتى يترسخ اعتناقه لأفكار المؤامرة. لذلك، يعتبر العمل مع الشباب على وجه الخصوص أمرًا سديدًا. أما بالنسبة للبالغين، فقد يكون الإيمان بالمؤامرة مترسخًا بشدة في الشخصية. لذا، فالمسألة تدور في تلك الحالات حول تغيير نقاط المرجعية والرؤية الكونية والمحيط الاجتماعي للأشخاص المعنيين. من منظور علم النفس الديني، يجوز مقارنة هذا بالخروج من طائفة دينية. 

إذًا، فالتعليم والإدماج المجتمعي من ناحية، وفي الوقت ذاته يتعين على دولة القانون وضع حدود واضحة ومراقبة الحركات اليمينية المتطرفة وملاحقتها جنائيًا لكبح جماح الانتشار. 

بصفتكم عضوًا في لجنة الحكومة الاتحادية والولايات لمكافحة معاداة السامية، ما الذي تقوم به اللجنة للتصدي للفكر التآمري؟

بلومه: نحن نتبع منهجًا فيدراليًا، لأن الولايات والبلديات أكثر دراية بالظروف المحلية. في المقابل، تعتبر لجنة الحكومة الاتحادية والولايات أداة تواصل مهمة. علاوة على ذلك، فإننا كلجنة نعزز الحوار مع القطاع العلمي وندعم المشاريع المحلية من خلال برنامج الدعم "عيش الديمقراطية". 

نلاحظ فروقات جغرافية بين مختلف الحركات المعتنقة لفكر المؤامرة، ليس فقط بالنظر إلى الاختلافات بين الشرق والغرب، ولكن أيضًا بين الشمال والجنوب. في جنوب ألمانيا على سبيل المثال يشعر الكثيرون بأن برلين لا تبالي لهم. تريد اللجنة تغيير ذلك.

كما نشهد فضلاً عن ذلك اختفاء الصحف اليومية المحلية عن مجال إدراك الناس ومعها المساحة السياسية للبلديات. نكترث عوضًا عن ذلك من خلال الإنترنت إلى الشؤون السياسية الدولية مع الغابات المشتعلة والحروب والكوارث، وما برح الشعور بالعجز يفارقنا. يترعرع اليوم جيل كامل مع هذه الخبرات. لذا، نحتاج إلى حوار نتشاور في إطاره مع القطاع العلمي والإدارة والإعلام حول مستقبل الوسائل الإعلامية. 

ميشائيل بلومه متخصص في مجال دراسات العقائد الدينية ومفوض حكومة ولاية بادن فورتمبيرغ لشؤون مكافحة معاداة السامية. بصفته عضو لجنة الحكومة الاتحادية والولايات يعمل بلومه بالتعاون مع ممثلي الولايات الاتحادية دفاعًا عن مصالح المجموعات اليهودية. ينشغل بلومه منذ بضع سنوات أيضًا بنظريات المؤامرة. تحمل لجنة الحكومة الاتحادية والولايات تدقيقًا اسم "اللجنة المشتركة للحكومة الاتحادية والولايات لمكافحة معاداة السامية وحماية الحياة اليهودية" وبدأت عملها في 18 سبتمبر/ أيلول 2019.